محمد‏ صلى الله عليه وسلم.. خلق الأمانه

من شمائل النبي صلي الله عليه وسلم وأخلاقه الحميدة العظيمة اتصافه بخلق الأمانة ، فهو الأمين عليه الصلاة والسلام.

يبين أ.د طه مصطفي أبو كريشه عضو مجمع البحوث الإسلامية أنه صلي الله عليه وسلم قد عرف بهذا الخلق العظيم طول حياته ، فقد كان أهل الجاهلية يطلقون عليه لقب (الأمين) الذي يعني تفرده بذلك ، كما يعني وصوله في هذا الخلق إلي درجة الكمال ، فإذا ذكرت كلمة (الأمين) انصرف الذهن مباشرة إلي النبي صلي الله عليه وسلم ، ولنا في قصة اختلاف قريش علي من يضع الحجر الأسود في مكانه من الكعبة ، ورضائهم بأن يكون هو الذي يضعه أكبر دليل علي التسليم بأنه الأمين المؤتمن علي التحاكم إليه ، وأنه الذي سوف يصل إلي الرأي السديد الذي يرضي به الجميع ، وقد كان من مظاهر هذه الأمانة التي رضي عنها الأعداء ما كان من أمر قريش حين أودعوا ودائعهم عند النبي صلي الله عليه وسلم علي الرغم من عداوتهم ومحاربتهم له صلي الله عليه وسلم ، فمن المعروف أن النبي صلي الله عليه وسلم استخلف سيدنا عليا رضي الله عند الهجرة لكي يرد هذه الودائع إلي أهلها . ومما يأتي في مقدمة أمانة النبي صلي الله عليه وسلم أمانة علي الوحي الذي نزل به الروح الأمين علي قلبه صلي الله عليه وسلم ، فلقد أدي عليه الصلاة والسلام الأمانة مبلغ الرسالة ، كما نزل بها القرآن الكريم حرفا حرفا وكلمة كلمة وآية آيه وسورة سورة، وهي أمانة سجلها القرآن الكريم في قول الله تعالي عز وجل دفاعا عن النبي صلي الله عليه وسلم ضد أعدائه الذين حاولوا أن ينالوا منه عليه الصلاة والسلام ( فلا أقسم بما تبصرون ومالا تبصرون إنه لقول رسول كريم ، وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون ، تنزيل من رب العالمين ، ولو تقول علينا بعض الأقاويل ، لأخذنا منه باليمين ، ثم لقطعنا منه الوتين ، فما منكم من أحد عنه حاجزين ) سورة الحاقة. ولقد علم النبي صلي الله عليه وسلم أمته وأمرها أن تتخلق بخلق الأمانة ، حتي ولو تعاملت مع الخائنين ، وتري ذلك صريحا في قوله صلي الله عليه وسلم ( أد الأمانة إلي من ائتمنك ولا تخن من خانك ) فما أجدر كل فرد وعلي كل مستوي أن يكون أمينا في تعبده لربه عز وجل ، وفي القيام بمسئوليته خير قيام ، وفي تعامله مع الصديق والعدو ، افتداء بمن كان مثلا أعلي من خلق الأمانة عليه الصلاة والسلام .